.

السبت، 25 أكتوبر 2014

كبير السن له مكانته عند الله


 كبير السن له مكانته عند الله



 كبير السن المؤمن له مكانته عند الله ولا يُزاد في عمره إلا كان له خير تضافرت
 الأحاديث الواردة عن الرسول صلى الله عليه وسلم أن المؤمن لا يزاد في عمره
 إلا يكون خيرا له
فلقد روى أبو هريرة رضي الله عنه أن رسول الله عليه وسلم قال: ” لا يتمنَّ أحدكم
 الموت ولا يدعُ به من قبل أن يأتيه إنه إذا مات أحدكم انقطع عمله وأنه لا يزيد
 المؤمن عمره إلا خيرا”.
  -توقير الكبير والتشبه به سمة من سمات المجتمع المسلم: يتصف المجتمع
 بصفات كريمة، منها توقير الكبير في السن، وقد تواتر حثُّ رسول الله صلى الله
 عليه وسلم على إكرام الكبير، وتوقيره، ومن ذلك أن رسول الله صلى الله
 عليه وسلم قال: ” إن من إجلال الله إكرام ذي الشيبة المسلم.” الحديث. وبعد
 فهذه أبرز الأسس التي تنطلق منها جميع أوجه الرعاية المقدَّمَة لكبار السن
 في الإسلام، فهذه الرعاية ترتكز على أسس متينة وليست وليدة لحظة عابرة من
 العاطفة أو الرحمة رعاية الوالدين باعتبارها مظهرا من مظاهر رعاية كبار السن
 لقد أوصى الله بالوالدين خيرا، وأمر ببرِّهما وجعل الإحسان إليهما قرين عبادته،
 قال تعالى: {وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا}[الإسراء:23]، كما
 جعل شكره قرينا لشكر الوالدين، قال تعالى: {وَوَصَّيْنَا الإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ
 أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ لَيَّ الْمَصِير}
[لقمان:14]، وفي جعل الشكر لهما مقترنا بالشكر لله دلالة على أن حقهما من
 أعظم الحقوق على الولد، وأكبرها وأشدها وعكس ذلك فقد جعل
 الشرك قرين العقوق لهما، ففي الحديث أن الكبائر ذُكرت عند رسول الله صلى
 الله عليه وسلم فقال: ” الشرك بالله، وقتل النفس، وعقوق الوالدين” ولقد نهى
 الله عز وجل عن نهرهما بأدنى الكلمات، وهي: أف، وقال بعض العلماء: ” لو علم
 الله شيئا من العقوق أدنى من أف لحرمه” ولقد أتى بر الوالدين في المرتبة
 الثانية بعد الصلاة، في محبة الله، لما رواه بن مسعود رضي الله عنه قال:
 سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم: أي العمل أحب إلى
 الله؟ قال:“الصلاة على وقتها” قال ثم أي ؟ قال: “بر الوالدين”قال: ثم أي؟ قال:
 “الجهاد في سبيل الله” بل جعل للوالد حرية التصرف في مال الابن أخذا من
 الحديث:  أن رجلا قال: يا رسول الله: إن لي مالاً وولداً وإن أبي يريد
 أن يجتاح مالي، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “أنت 
ومالك لأبيك”.  

التخفيف عن المسنين في الأحكام الشرعية : 

الأحكام الشرعية في هدي النبي ـ صلى الله عليه وسل دائمًا تأخذ في الاعتبار
 مبدأ التخفيف عن صاحب الحرج، كالمسن والمريض، ففي الفرائض: 
أجاز الشرع للمسن أن يفطر في نهار رمضان ـ ويطعم - إذا شق عليه الصيام
 وأن يصلي جالسًا إذا شق عليه القيام، وأن يصلي راقدًا إذا شق عليه الجلوس
 وهكذا، وقد عنّف الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ معاذ بن جبل ـ رضي الله عنه 
 لما صلّى إمامًا فأطال فشق على المأمومين، فقال له : ( يا مُعَاذ! أَفَتَّانٌ أَنْتَ!
 ثَلَاثَ مِرَارٍ! فَلَوْلَا صَلَّيْتَ ب { سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ }،{ وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا }،{ وَاللَّيْلِ إِذَا
 يَغْشَى }،فَإِنه يصلي وراءك الكبِير والضَّعِيفُ وَذو الحاجة ) رواه البخاري ورخص
 النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ للمسن أن يرسل من يحج عنه إن لم يستطع فعَنْ
 الفضل أن امرأة مِنْ خثعَمَ قالَت: ( يا رسول الله، إِن أَبِي شَيْخٌ كَبِير عليه فريضة
 الله فِي الْحَجِّ، وَهو لا يَسْتَطِيع أَنْ يَسْتَوِي عَلَى ظهربعِيرِهِ، فقال لها النبِي ـ صلى
 الله عليه وسلم ـ: فَحُجِّي عَنْهُ ) رواه مسلم إن كبير السن له قدره ومكانته في
 الإسلام فينبغي أن يُتعامل معه بكل توقير وإجلال، ويظهر ذلك التوقير
 في العديد من الممارسات العملية في حياة المجتمع المسلم وجميع هذه
 الممارسات لها أصل في سيرة وهدي النبي ـ صلى الله عليه وسلم  القائل:
 ( ليس منا من لم يوقر كبيرنا ويرحم صغيرنا ) 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق