.

الثلاثاء، 25 أبريل 2017

سنة حياة الانسان و كيفية التعامل معها

سنة حياة الانسان و كيفية التعامل معها


ذكرت الشيخوخة في القران الكريم على انها نهاية مطاف الانسان في مرحلة تطوره على هذه الارض تمهيدا لرحلته الابدية الى العالم الاخر. 

(الله خلقكم من ضعف ثم جعل من بعد ضعف قوة ثم جعل من بعد قوة ضعفا وشيبة يخلق ما يشاء وهو العليم القدير) 
سورة الروم: اية 54. 
فالانسان يبدا من ضعف ثم ينمو ويشتد عوده ويقوى ثم يعود الى اصله بعد ان يبلغ ارذل العمر الى حالة من الضعف وبعد ان يصل الى نهاية ايامه على هذه الارض والاسلام  صون كرامة الانسان في كل مراحل عمره، فقد عني عناية خاصة بتوقير الكبار واحترامهم والعطف عليهم والاحسان اليهم وخاصة الوالدين

لأصل في رعاية المسنين أن تكون في نطاق الأسرة وفي المنزل الذي ينشأ فيه الشخص وتربى وبنى حياة معينة، فعلى الأقارب من أولاد أو اخوة أو غيرهم توفير الرعاية الكريمة المستطاعة لهؤلاء، لأن الإنسان يشعر بعزة نفسه وكرامته إذا كان في بيته، وعلى العكس تكون نظرة المجتمع إليه مع الأسف نظرة مهانة وعطف من نوع خاص، إذا كان في دور رعاية عامة، للدولة أو لهيئة خاصة. ويمكن أن يوصف فعل المقصرين من القرابة بأنهم جناة آثمون من الناحية الأدبية إذا أخلوا بهذا الواجب، لقوله (ص): ((كفى بالمرء إثماً أن يضيع مَن يقوت)).


وعلى مَن يرعى هذا المسن أن يكون صبوراً، يغتفر زلات المسن وتجاوزاته، ولا يوجه له أي نوع من أنواع الأذى أو الاحتقار، أو التعيير، أو الامتنان، فذلك كله يمس كرامة الشخص، وربما يؤدي به إلى مزيد من الهموم والانفعالات، والوقوع فريسة أمراض أخرى، وقد نبّه القرآن الكريم إلى إعفاء ذوي الأعذار من الجهاد ونحوه، بسبب عذرهم أو حاجتهم، فقال الله تعالى: (ليس على الأعمى حرج ولا على الأعرج حرج ولا على المريض حرج..) النور 24



لا لعقوق الوالدين

لا لعقوق الوالدين


يعتبر عقوق الوالدين من الكبائر التي حرمها الله، وحذر منها أشد تحذير، وجعلها مذمومة في الشرع الحكيم، يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ألا أنبئكم بأكبر الكبائر؟ قلنا: بلى يا رسول الله. قال: الإشراك بالله، وعقوق الوالدين..."، حيث نهى الدين الإسلامي بالقرآن الكريم والأحاديث النبوية الشريفة عن أي عمل أو قول يؤذي الوالدين، حتى ولو كلمة " أف" بمعنى الضجر، فهي كلمة بسيطة مكونه من حرفين، إلا أن عاقبتها كبيره، ولم يكن هناك خلاف قائم بين العلماء بتحريم عقوق الوالدين، وللأسف الشديد عقوق الوالدين منتشر في مجتمعنا بكثرة بين الأبناء دون مبالاة بأي عواقب، فكثيراً ما سمعنا عن قصص تقشعر لها الأبدان حول عقوق الوالدين، وهذا عائد بدرجة أولى إلى البعد عن دين الإسلام.

عقوبة الإبن العاق في الدنيا والاخرة : اولاً في الدنيا: يضيق الله علية رزقه بسبب دعاء والدية عليه. يرزقه الله بأبن عاق يذيقه ما أذاقه لوالديه. يغضب عليه الله وتبغضه الملائكة. يكون مرذولاً من النّاس ولا يضع الله حبه في قلوب أهله وجيرانه. لا يستجيب له الله في يوم شدته . 
ثانياً في الاخرة: لا ينعم عليه الله بدخول الجنة مثل الابناء البارين بوالديهم. إن أدخلته اعماله الصّالحة الجنّة لا ينظر الله لوجهه كباقي المؤمنين ،فعلينا ببر الوالدين كي نستريح دنيا وآخرة .


بر الوالدين جهاد

بر الوالدين جهاد


تذكر دائما قوله تعالى في سورة الإسراء (من آية 23 - 25): {وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاَهُمَا فَلاَ تَقُل لَّهُمَآ أُفٍّ وَلاَ تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلاً كَرِيمًا . وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا . رَّبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَا فِي نُفُوسِكُمْ إِن تَكُونُواْ صَالِحِينَ فَإِنَّهُ كَانَ لِلأَوَّابِينَ غَفُورًا}.
ولاتسى وصية الله تعالى لك في سورة الأحقاف (آية: 15): {وَوَصَّيْنَا الإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَانًا حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهًا وَوَضَعَتْهُ كُرْهًا وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلاثُونَ شَهْرًا حَتَّى إِذَا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَبَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً قَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي إِنِّي تُبْتُ إِلَيْكَ وَإِنِّي مِنَ الْمُسْلِمِينَ}.
إنّ للوالدين مقاماً وشأناً يعجز الإنسان عن دركه، ومهما جهد القلم في إحصاء فضلهما فإنَّه يبقى قاصراً منحسراً عن تصوير جلالهما وحقّهما على الأبناء، وكيف لا يكون ذلك وهما سبب وجودهم، وعماد حياتهم وركن البقاء لهم، حيث إنهما بذلا كلّ ما أمكنهما على المستويين الماديّ والمعنويّ لرعاية أبنائهما وتربيتهم، وتحمّلا في سبيل ذلك أشد المتاعب والصّعاب والإرهاق النفسيّ والجسديّ، وهذا البذل لا يمكن لشخص أن يعطيه بالمستوى الذي يعطيه الوالدان.
 برهما سببا من أسباب دخولك الجنة: فعن أبي هريرة – رضي الله عنه -  عن النبي – صلى الله عليه وسلم – قال: (رغم أنف، ثم رغم أنف، ثم رغم أنف من أدرك أبويه عند الكبر، أحدهما أو كلاهما، فلم يدخل الجنة) – رواه مسلم.
فاجعل والديك تاج على رأسك كما جعلاك في صغرك.. اعمل دائما على برهما..  احسن صحبتهما.. تبسم في وجههما.. ادخل السعادة على قلبهما.. فرضاهما عليك سيفتح لك أبواب خير كثيرة ..
وإذا مازالا على قيد الحياة فاحمد الله.. واذهب الآن وقبل أيديهما.. واطلب منهما أن يسامحاك على أي فعل أو قول بدر منك وأحزن قلبهما..
وإذا توفيا.. فادعو لهما.. وخصص لهما صدقة جارية تنقعهما في قبرهما، فقد يكون برك لهما بعد موتهما سببا في دخولهما الجنة،  فالنبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (إذا مات الإنسان انقطع عنه عمله إلا من ثلاثة،إلا من صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له) – رواه مسلم.


رحمة الرسول بالوالدين

رحمة الرسول بالوالدين 



جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله، من أحق الناس بحسن صَحَابَتي؟ قال: "أمك. قَالَ: ثُمَّ مَنْ؟ قَالَ: ثُمَّ أُمُّكَ. قَالَ: ثُمَّ مَنْ؟ قَالَ: ثُمَّ أُمُّكَ. قَالَ: ثُمَّ مَنْ؟ قَالَ: ثم أبوك فأحق الناس بالصحبة ليس الصديق ولا الحاكم ولا صاحب العمل ولا غير هؤلاء، إنما أحق الناس بالصحبة الأم ثم الأب، وقدَّم الأم ثلاثًا لضعفها وشدة احتياجها عند كبرها.. هذه هي رحمة النبي صلى الله عليه وسلم بالأم والأب، ولْيُقارن أهل الأرض بين هذه الرحمة وما يحدث في العالم أجمع!.. بل إنه  في موقف آخر يقول ما يتفطَّر له القلب رقةً وتأثرً لقد جاءه رجل يقول له: إني جئت أبايعك على الهجرة، ولقد تركت أبويَّ يبكيان، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ارجع إليهما، فأضحكهما كما أبكيتهما"[10]! يا لَرَحْمَتِك يا رسول الله!! فالرجل جاء يبايع على الهجرة، والأمر جد خطير، ومع ذلك فالرسول  يهتم -ليس فقط برضا والديه وراحتهما- بل وبضحكهما وسرورهما!! هذه هي رؤيته  لكبار السن في أمته، وهذه هي رؤيته للواجب نحو الوالدين، وإذا كان هناك في العالم من يدَّعي أن قانونه يشبه -ولو من بعيد- قانون رسول الله ، فإنني على يقين أنه لن يوجد من يدَّعي أن هناك مَن طبَّق على أرض الواقع ما طبَّقه رسول الله صلى الله عليه وسلم من مواقف الرحمة، ومن مظاهر الرعاية لحقوق الإنسان وصدق الله العظيم إذ يقول: {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ} [الأنبياء: 107]

عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما : عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ((مَنْ لَمْ يَرْحَمْ صَغِيرَنَا وَيَعْرِفْ حَقَّ كَبِيرِنَا فَلَيْسَ مِنَّا)) [2]. وفي هذا وعيد لمن يهمل حق الكبير ويضيع الواجب نحوه بأنه ليس على هدي النبي صلى الله عليه وسلم وغيرُ ملازم لطريقته .

وعن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((إِنَّ مِنْ إِجْلَالِ اللَّهِ إِكْرَامَ ذِي الشَّيْبَةِ الْمُسْلِمِ ، وَحَامِلِ الْقُرْآنِ غَيْرِ الْغَالِي فِيهِ وَالْجَافِي عَنْهُ ، وَإِكْرَامَ ذِي السُّلْطَانِ الْمُقْسِطِ)) [3].